قصة

اصدقاء وكفي “قصة قصيرة”

اصدقاء وكفي

قصه قصيره

بقلم سحر أبو العلا

استيقظ من نومه كعادته كل صباح مد يده تناول تليفونه ليطالع اخر الاخبار فإذ بأول خبر يصادفه هو خبر وفاة أعز أصدقائه المقربين حزن كثيرا، نهض من سريره ارتدى ملابسه واتجه إلى بيت صديقه المتوفى والذي كان في انتظار مولوده الجديد قدم واجب العزاء لزوجته وجلس بجوار ولديه يواسيهما واخبرهما أنه موجود في حال احتاج أحد منهم اي شيء، كرر نفس الكلام لزوجة صديقه ثم رحل.

بعد كوثه في شقته ثلاثة أيام مكتئب بسبب حزنه على صديقه عاد للعمل، وحين فتح هاتفه بعد إغلاقه طيلة هذه الأيام وجد رسالة من رقم صديقه ( الحقنا امي بتولد) غصب من نفسه لإغلاقه هاتفه دون أن يفكر في أن من الممكن تصله رسالة كهذه أو أن يأتيه إتصال من أبناء صديقه، رن على هاتف صديقه رد عليه ابنه الأكبر وأخبره بأن أمه قد وضعت طفلتها، وكان صديقه قد أخبره قبل موته كم أنه مشتاق لهذا اليوم ليرى وجه ابنته التي تمناها كثيرا، ذهب إلى بيت صديقه حاملا معه الكثير من الهدايا للمولودة وللأم وكذلك لاخويها، فرح الصغار وفرحت الأم خصوصاً لأنه كان أول شخص يدخل عليهم منذ ولادتها لأنها كانت يتيمة الأب والأم وليس لها إلا اخ واحد مغترب.

توالت الزيارات وتعود الصغار على وجوده وكبرت الطفلة وأول ما نطقت، نطقت له كلمة بابا سعد بها كثيراً ولكنه تذكر صديقه وتخيل كيف ستكون سعادته لو كان موجوداً الآن بينهم.

فكر كثيراً في أن يرتبط بأرملة صديقه وأن يكون بالفعل مكان زوجها وأن يكون أبا لأولادها خصوصاً وأنه لم يكن سبق له الزواج، ولكن كانت صورة صديقه تقف حائلا بينه وبين زوجته وكلما هم بأن يفاتحها في موضوع الزواج تلعثم وتوقف، إلى أن جاء الوقت وحدث ما لم يكن ينتظره، فجاء أحدهم لخطبة أرملة صديقه منه بحكم أنه الأقرب إلى الأسرة.

وحين أتاها ليأخذ رأيها في موضوع الزواج هذا أخبرته بأنها لا تفكر في هذا الموضوع ابدا وانتهى الأمر وقتها.

ولكنه تكرر مرارا وتكرارا خصوصا وأنها كانت جميلة جدا، حتى جاء الوقت واستجمع شجاعته ليفاتحها في موضوع زواجه منها فصمتت، وجلس مع ولديها الذين كانوا ينادونه بابا كما تناديه اختهم ففرحا وقالا ليتك تبقى معنا دائما، وتم الزواج وعاشوا جميعهم أسرة واحدة سعيدة وبالرغم من أنه لم ينجب منها لكنه لم يطلب طلب كهذا أبدا لأنه بالفعل كان يعتبر أطفالها هم أولاده وكبر الأطفال دون أن يشعرهم ولو مرة واحدة بأنه ليس ابوهم حتى أن البنت الصغرى عاشت إلى أن مات وهي تظن فعلا أنه أبوها إلى أن تفاجأت بهذه الحقيقة الصادمة بعد موته.

 

 

#السلطانة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى